هل ينضم فقير إلى برشلونة؟ وإن حدث، كيف يستفيد منه النادي الكتالوني؟

 

مرحبًا، اسمح لنا أن نصحبك في رحلة زمنية من خلال آلة زمن افتراضية، سنعود بها إلى 2018، وتحديدًا إلى وقت كان يدور العالم فيه حول فيليب كوتينيو، وقت أن كان يستحق الرجل ذلك أو على الأقل يبدو وكأنه يستحق، المهم أنك تتذكر صراع ليفربول وبرشلونة عليه وكواليسه، أليس كذلك؟

في ذلك الوقت كان برشلونة مشغولًا بتعويض نيمار وإنييستا معًا، فجلب كوتينيو بعد ماراثون طويل في أغلى صفقة في تاريخه، ثم جلب ديمبيلي بعد ماراثون آخر كثاني أغلى صفقة في تاريخه، النتيجة؟ لم يعوض هذا ولا ذاك.

على الناحية الأخرى كان ليفربول في سباق من أجل ضم نبيل فقير من أولمبيك ليون ليعوض من خلاله النجم البرازيلي الراحل إلى برشلونة، وقتها كان فقير في أوج تألقه وفي أفضل لحظات مسيرته بعدما تعرّض لإصابة في الرباط الصليبي عطلّت مسيرته قبل كأس العالم 2014، وقت أن كان لاعبًا صاعدًا.

بالعودة إلى الحديث عن عدم نجاح كوتينيو في تعويض نيمار ولا إنييستا وفي عدم ظهوره بالشكل الأفضل في وجود ميسي، وبأخذ طرف آخر من الخيط من محاولة ليفربول لضم نبيل فقير من أجل تعويض كوتينيو، يمكنك من خلال معادلة بسيطة الوقوف على تشابه ولو نسبي بين اللاعب الفرنسي والنجم البرازيلي. 

إذا وصلت لتلك المساحة التي يتشابك فيها الخيطان فإنك على الأرجح تفكر الآن في جدوى ضم نبيل فقير والضمان الذي من الممكن أن يحصل عليه برشلونة في ألا يكون تكرارًا لكارثة كوتينيو أليس كذلك؟ من هنا يمكننا أن نبدأ ما جئنا من أجله. 

منذ أيام، ذكرت مصادر صحفية أن النجم الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية نبيل فقير مرشح للانضمام إلى برشلونة في ظل موقف ليونيل ميسي غير المعلوم من البقاء أو الرحيل، وفي ظل عودة نجم بيتيس ليكون محور اهتمام لعدد من كبار الأندية الأوروبية من جديد.

بمتابعة سريعة للأخبار حوله تجد أن برشلونة ليس المهتم الوحيد بخدماته، بل إن آرسنال يدخل على الخط أيضًا فيما يخص التعاقد مع فقير خلال الميركاتو الصيفي المقبل، ولكن برشلونة بقيادة رئيسه الجديد جوان لابورتا يحتاجون إلى نجم ريال بيتيس بصورة كبيرة. 

وعلى الرغم من أن اللاعب يمتلك شرطًا جزائيًا يقدر بـ 90 مليون يورو مع ريال بيتيس، إلا أن التفاوض من الممكن أن يهبط بالمبلغ إلى الحد الذي يجعل برشلونة أو آرسنال قادرين على التعاقد معه في تلك الفترة التي يعاني فيها العالم من أزمة اقتصادية ومتلازمة ما بعد كورونا..

رحيل ميسي لم يعد قريبًا بنفس الدرجة التي كان عليها قبل تولي جوان لابورتا رئاسة النادي الكتالوني بعد حسمه للانتخابات التي شارك فيها النجم الأرجنتيني بنفسه، لذلك فإن الاحتمال الأكبر في حال انضم فقير إلى برشلونة هو أن يلعب رفقة ميسي، مسألة أن يكون معوضًا لميسي ستكون مطروحة أيضًا بالمناسبة.

ولكن مستقبل نبيل فقير يبقى عالقًا بين برشلونة وآرسنال حسب المستجدات التي نقلتها المصادر في إسبانيا حتى الآن، إلى أن يجد جديد فيما يتعلق بالمفاوضات أو ما هو متقدم عنها، وهنا ننهي ما توصلّت إليه المصادر، أو نشرة أخبار نبيل فقير بعبارة أخرى، والآن، إلى نقطة أكثر تفصيلًا.

بين الموسم الماضي والحالي، شارك نبيل فقير في 63 مباراة مع ريال بيتيس، في رقم يوضّح أنه لاعب أساسي بشكل دائم مع الفريق الأندلسي، وأنه تخلّص من كابوس الإصابات التي كانت تبعده عن مباريات بنفس مقدار التي يشارك فيها تقريبًا. 

خلال تلك الفترة سجّل فقير 10 أهداف ومنح زملاءه 9 تمريرات حاسمة، إضافة إلى قيامه بـ صناعة 86 فرصة منهم 7 فرص كبيرة وفقًا للإحصائيات، كما أكمل 186 مراوغة ناجحة، بنظرة مجرّدة لمجمل أرقامه.

فقير لا يسجّل كثيرًا ولكن نقطة قوتّه الأكبر تكمن في صناعة الفرص من ناحية، وكسر التكتلات من خلال الحل الفردي السحري والأكثر فاعلية ضد تلك التكتلات وهو المراوغات، وهنا نصل إلى نقطة فاصلة. 

إذا كان الشكل الهجومي لبرشلونة سيعتمد على ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان وتبحث عن ثالثهما، فإن التفكير في التعاقد مع أي لاعب بعيد عن فئة الرقم 9 سيكون مضيعة للوقت والأموال وطموحات الجماهير في آن واحد. 

هذه التركيبة ستمنح برشلونة الكثير من الفرصة لصناعة الفرص دون إيجاد من يسجلها، وفي نفس الوقت، ستحمل معها تداخلًا في الأدوار للدرجة التي ستجعل الفريق الكتالوني يكرر خطأ كوتينيو الذي لم يتعافَ منه إلى حد اللحظة. 

كما قلنا في البداية مسألة ميسي تبدو معلقة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، صحيح وأنه منذ وصول لابورتا تراجعت أخبار الرحيل واحتماليته إلى حد كبير، ولكنه يبقى مطروحًا بصورة لا يمكن الاستقلال بها أو تنحيتها جانبًا بالحديث عن مستقبل النادي الكتالوني.

وفي حال حدث ذلك، وقرر برشلونة أن يلجأ لنبيل فقير بدلًا من ميسي الذي سيرحل إلى وجهة غير معلومة، فهي فرضية أكثر منطقية، ليست أفضل بالنسبة للفريق بكل الأحوال ولكنها أكثر منطقية فيما يتعلق بصفقة اللاعب الفرنسي فقط. 

فقير إضافة إلى مهاجم 9 قوي مع جريزمان وديمبيلي إن بقي من الممكن أن تصنع من خلالهم توليفة جيدة، تمامًا بإزالة اسم فقير ووضع ميسي مع التأكيد أن كل شيء ستتضاعف جودته في وجود النجم الأرجنتيني، حتى لا يأخذ أحد الأمور إلى زاوية المقارنة. 

نادي ريال بيتيس نجح في ضم النجم الفرنسي نبيل فقير لصفوفه بداية من الموسم قبل الماضي قادمًا من نادي أولمبيك ليون، وذلك مقابل 25 مليون يورو فقط، وبالطبع سيباع بأكثر من ضعف هذا الرقم على الأقل، لذا الصفقة ستكون مربوحة بالنسبة لهم

أما برشلونة، والذي يعد طرفًا من ضمن عدة أطراف أبرزهم آرسنال يرغبون في ضم فقير، فعليه أن يجيب على سؤال ميسي وأن يضع أولوياته أولًا، حتى لا يدخل في دائرة كوتينيو من جديد، خاصة وأن دوائر الماضي لا زالت تدور به حتى اللحظة